سهم Novo Nordisk يواجه انتكاسات كبيرة: حرب أسعار أدوية فقدان الوزن وتوقعات الربع الرابع

لطالما كانت Novo Nordisk معروفة باعتبارها قوة عظمى في مجال صناعة الأدوية عالميًا، خاصة بفضل ابتكاراتها في علاج مرض السكري والسمنة. ومع ذلك، كانت الفترة من 2024 إلى 2025 مليئة بالتقلبات لمستثمري أسهم Novo Nordisk، مع تقلبات كبيرة ناجمة عن خيبات الأمل في التجارب السريرية وتغير ديناميكيات المنافسة، الأمر الذي جعل الكثير من المستثمرين يتساءلون: ما التالي بالنسبة لـ Novo Nordisk؟

حتى نوفمبر 2025، وصلت أسهم Novo Nordisk إلى أدنى قيمة لها منذ يوليو 2021، بعد أن هبطت بأكثر من 12% في يوم واحد فقط. ومنذ بداية العام، انخفضت الأسهم بأكثر من 50%. ويُعزى هذا الانخفاض الكبير أساسًا إلى فشل التجارب السريرية الخاصة بمرض الزهايمر واشتداد المنافسة في السوق، خاصة مع Eli Lilly.

المصدر: Google Finance

عاجل: فشل Ozempic الفموي في علاج الزهايمر

شهدت Novo Nordisk انتكاسة كبيرة عندما فشل دواء Ozempic الفموي في إبطاء التدهور المعرفي لدى مرضى الزهايمر خلال تجربتين سريريتين واسعتين. كان الأمل كبيرًا في أن إعادة توظيف عقار semaglutide (Ozempic/Wegovy) يمكن أن تفتح سوقًا جديدة بقيمة مليارات الدولارات. لكن المرضى لم يشهدوا أي تحسن معرفي يُذكر، مما دفع Novo Nordisk إلى إلغاء الدراسة المطولة المخطط لها فورًا.

وقد تسبب هذا الفشل السريري في خسارة كبيرة في قيمة سهم Novo Nordisk. ووفقًا لـ Morgan Stanley، لو نجحت التجربة، كان من الممكن أن تضيف 5 مليارات دولار إلى الإيرادات السنوية للشركة. وقد أقرت Novo Nordisk منذ البداية بأن علاج الزهايمر يحمل مخاطر عالية، لكن الانهيار السريع لسعر السهم أبرز حساسية المستثمرين لأخبار خط الأنابيب.

كما تفاعلت الشركات المنافسة—حيث تراجعت أسهم Eli Lilly، بينما ارتفعت أسهم Biogen، مطور أدوية الزهايمر، بأكثر من 6%. وهذا يؤكد الترابط الوثيق بين قطاعات صناعة الأدوية والإمكانات السوقية الضخمة للعلاجات الجديدة الناجحة.

اضطرابات السوق: حرب أسعار أدوية السمنة واتفاق مع الحكومة الأمريكية

المعركة الأكثر سخونة بالنسبة لـ Novo Nordisk تتمثل في علاج السمنة. فقد تصاعدت "حرب أدوية إنقاص الوزن" بين Novo Nordisk و Eli Lilly، بعدما أبرمت الشركتان اتفاقًا مع الحكومة الأمريكية لخفض أسعار أدوية GLP-1 مثل Wegovy و Ozempic بشكل جذري.

بدءًا من عام 2026، بموجب خطة كشف عنها الرئيس الأمريكي السابق ترامب، ستكلف أدوية Novo Nordisk مثل Wegovy مرضى Medicare و Medicaid فقط 245 دولار شهريًا، مع حد أقصى للمدفوعات الشخصية يبلغ 50 دولارًا. وعلى TrumpRx.com، تبلغ تكلفة معظم جرعات Wegovy حاليًا 350 دولار شهريًا، ومن المقرر أن تنخفض أكثر. هذه الأسعار، رغم أنها جريئة، ليست منخفضة كما كان يخشى البعض إذا أجبرت المفاوضات الحكومية الأسعار إلى 150-200 دولار.

يفسر أبرز المحللين في Goldman Sachs هذا الاتفاق على أنه "السعر مقابل الحجم". فالأسعار المنخفضة تفتح الباب أمام عشرات الملايين من المرضى المؤمن عليهم حكوميًا، مما يعزز إمكانيات المبيعات بشكل كبير رغم الضغط على الهوامش الربحية. ولا تزال Goldman Sachs ثابتة في توقعاتها لسوق أدوية السمنة العالمية لتصل قيمتها إلى 95 مليار دولار بحلول عام 2030، مع بقاء Novo Nordisk كواحدة من اللاعبين الرئيسيين.

ضغط المنافسة: Eli Lilly تتقدم في الصدارة

بينما تعزز كل من الشركتين احتكارهما الثنائي في سوق أدوية السمنة الأمريكية، تصب الشروط حاليًا في مصلحة Eli Lilly. حيث يتصدر دواء Zepbound من Lilly في التأمين (بحصة سوقية 60% مقابل 40% لـ Wegovy) وقنوات الدفع النقدي (بنسبة هائلة 85% مقابل 15% لـ Wegovy). كما أن دواء السمنة الفموي من Lilly قد يصل إلى السوق قبل نظيره من Novo Nordisk بفضل اختصار تنظيمي، مما قد يحقق مبيعات إضافية بقيمة مليار دولار لعام 2026.

أما بالنسبة إلى Novo Nordisk، فإن التسعير الجديد يجلب تحديات إضافية. إذ تواجه الشركة بالفعل رياحًا معاكسة في الإيرادات نتيجة المنافسة الدولية، ومفاوضات Medicare، والبدائل الجنيسة المستقبلية. وتتوقع الشركة أن تؤدي تغييرات التسعير إلى خفض إيرادات 2026 بنسب مئوية أحادية الرقم—وهو أمر صعب في ظل ضغوط متزايدة أخرى.

نتائج الربع الثالث 2025: تباطؤ النمو وارتفاع الضغط المالي

تؤكد أحدث نتائج الأرباح على تغير حظوظ Novo Nordisk. ففي الربع الثالث من عام 2025، نمت المبيعات بنسبة 5% فقط لتصل إلى 75 مليار كرونة دنماركية (11.7 مليار دولار أمريكي)، ولم تحقق بذلك أهداف المحللين. وبلغ صافي الربح 20 مليار كرونة دنماركية، وهو ما جاء أيضًا أقل من التوقعات. وانخفض هامش الربح التشغيلي لـ Novo Nordisk من 47.4% إلى 31.6% فقط، في حين ارتفعت نفقات البحث والتطوير بنسبة 62%، مما يظهر التزام الشركة بتطوير علاجات جديدة ولكنه ينعكس أيضًا على تكلفة البقاء في المنافسة.

الأهم من ذلك، خفضت Novo Nordisk توقعاتها لمبيعات العام الكامل للمرة الرابعة في 2025، وتتوقع الآن نموًا يتراوح بين 8% و11%. وهذا يضيق من آفاق الشركة وسط تباطؤ مبيعات Wegovy، والتنافسية المتزايدة، وحالة عدم اليقين في السوق بوجه عام.

الخلاصة: ما التالي لأسهم Novo Nordisk؟

سيتوقف مستقبل أسهم Novo Nordisk على عدة عوامل رئيسية: قدرة الشركة على الدفاع عن حصتها في سوق أدوية السمنة المربح ونموها، ونجاحها في المضي قدمًا في خط البحث والتطوير، واستراتيجياتها لمواجهة تغييرات الأسعار والسياسات المستقبلية. ورغم أن فشل تجربة الزهايمر يُعد انتكاسة، لا تزال Novo Nordisk تستفيد من موقعها المسيطر في أدوية السكري وإدارة الوزن.

ومع ذلك، ومع استمرار Eli Lilly في استغلال ميزاتها ودفع الجهات التنظيمية نحو خفض أسعار الأدوية، تواجه أسهم Novo Nordisk طريقًا صعبًا في المستقبل القريب. ولذلك، ينبغي على المستثمرين مراقبة آخر المستجدات بشأن إطلاق أدوية جديدة واستراتيجيات التسعير ونتائج الأرباع القادمة لتقييم تعافي الشركة وآفاقها طويلة الأجل.