شلل الحكومة الأمريكية: 16 صندوق ETF للعملات الرقمية عالقة في انتظار الضوء الأخضر

منذ الأول من أكتوبر، تعيش واشنطن حالة من الشلل. لا يزال الكونغرس غارقًا في انقساماته حول الميزانية، وصناعة العملات الرقمية تدفع الثمن: ستة عشر طلبًا لصناديق ETF للعملات الرقمية تنتظر الموافقة، بما في ذلك الصناديق التي تتبع Solana وXRP وLitecoin وDogecoin. هل يمكن أن يؤدي هذا الشلل الإداري بشكل متناقض إلى موجة من الموافقات فور إعادة الفتح؟

جمود سياسي يشل صناعة العملات الرقمية

شهد الأول من أكتوبر بداية شلل حكومي جديد في الولايات المتحدة. بسبب غياب اتفاق على الميزانية بين الجمهوريين والديمقراطيين، تعمل وكالات فدرالية حيوية مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات بوتيرة بطيئة. بقي فقط الموظفون الأساسيون في الخدمة، بينما تم تجميد القرارات التنظيمية الرئيسية.

التأثير على سوق العملات الرقمية كبير. كان من المفترض أن يكون أكتوبر شهرًا حاسمًا مع انتظار ما لا يقل عن 16 صندوق ETF للعملات الرقمية قرارهم النهائي. تشمل المنتجات المعنية صناديق تتبع Solana وXRP وLitecoin وDogecoin. تم تقديم واحد وعشرين طلبًا آخر خلال الأيام الثمانية الأولى من الشهر. جميع هذه الملفات لا تزال عالقة اليوم في حالة من الجمود الإداري.

يضع Vugar Usi Zade، المدير التنفيذي للعمليات في Bitget، هذا الوضع في سياقه:

إذا تم حل الجمود بسرعة، يجب تأجيل الموافقات حتى أواخر أكتوبر أو نوفمبر. بينما يمكن أن يؤثر هذا التأخير على المعنويات على المدى القصير من خلال تعليق مليارات من رؤوس الأموال المؤسسية، إلا أنه يسلط الضوء في النهاية على مدى نضج النظام البيئي.

مصادر الخلاف متعددة. يطالب الجمهوريون بتخفيضات جذرية في الميزانية للحد من الدين الوطني الذي تجاوز الآن 37.8 تريليون دولار، أي حوالي 111,000 دولار لكل مواطن أمريكي. 

كما يدعون إلى زيادة التمويل لأمن الحدود. من ناحية أخرى، يرفض الديمقراطيون أي تخفيضات في الإنفاق الصحي ويرغبون في تمديد الاعتمادات الضريبية التي تجعل التأمين الصحي أكثر سهولة.

لا يوفر الجدول الزمني البرلماني مخرجًا فوريًا. لا يخطط مجلس الشيوخ للتصويت قبل يوم الثلاثاء المقبل، ولا يزال مجلس النواب في عطلة. 

لإنهاء هذه الأزمة، يجب على الكونغرس تمرير مشاريع قوانين تمويل منفصلة أو قرار مستمر يحافظ على الميزانيات عند مستوياتها الحالية. المشكلة؟ رغم أن الجمهوريين يسيطرون على كلا المجلسين، إلا أنهم يفتقرون إلى الأصوات في مجلس الشيوخ لتمرير هذه القوانين دون دعم الديمقراطيين.

عاصفة مثالية لتبني المؤسسات

توضح هذه الحالة بشكل متناقض ما تسعى العملات الرقمية إلى حله. يبرز Nate Geraci، محلل ETF ورئيس NovaDius Wealth Management، المفارقة: “الدين المتزايد والعروض السياسية المعتادة تعرقل هذه الجهود. وهذا بالضبط ما تهدف إليه العملات الرقمية“. تحليله يتوقع أنه بمجرد انتهاء الإغلاق، “ستنفتح الأبواب أمام صناديق ETF الفورية للعملات الرقمية” مع موجة ضخمة من الموافقات.

هذا التوقع يثير حماس السوق. كان محللو Bitfinex قد توقعوا في أغسطس أن موجة من الموافقات على صناديق ETF يمكن أن تطلق موسمًا جديدًا للعملات البديلة. المنطق بسيط: هذه المنتجات توفر تعرضًا للعملات الرقمية مع مخاطر مباشرة أقل، مما يجذب المزيد من المستثمرين المؤسسيين والأفراد الحذرين.

السياق التنظيمي الأخير يعزز هذا التفاؤل. في سبتمبر، اعتمدت SEC معايير عامة جديدة تسمح للبورصات بإدراج بعض المنتجات الرقمية دون موافقة فردية منهجية. 

كان من المفترض أن يسرع هذا الإطار عمليات المراجعة. لكن الإغلاق الحكومي ألغى تمامًا هذه التقدمات.

هذا هو الإغلاق الحكومي الحادي عشر في تاريخ أمريكا والأول منذ الإغلاق من ديسمبر 2018 إلى يناير 2019، الذي استمر 35 يومًا. لم يتم كسر الرقم القياسي بعد، لكن كل يوم يمر يؤخر تطور مشهد العملات الرقمية الأمريكي أكثر. تنتهي المهل النهائية للموافقة واحدة تلو الأخرى دون اتخاذ أي قرار.

سوق العملات الرقمية الأمريكي في وضع غير معتاد: جاهز تقنيًا للانطلاق، لكنه معرقل سياسيًا. عندما تخرج واشنطن أخيرًا من هذا الجمود، قد تشهد الصناعة أكثر شهورها تحولًا منذ الموافقة على صناديق ETF الفورية للبيتكوين. السؤال لم يعد ما إذا كانت هذه الموجة ستأتي، بل متى ستندفع.