15 مليار دولار من BTC تم نقلها: وزارة العدل الأمريكية تقضي على مجموعة الأمير في كمبوديا، لتصبح أكبر حوت BTC في العالم

الكاتب: Ethan؛ التحرير: Qin Xiaofeng
إنتاج | Odaily

 

أثارت لائحة اتهام صادرة عن المحكمة الفيدرالية للمنطقة الشرقية من نيويورك موجة هائلة في عالم العملات المشفرة.

في 14 أكتوبر، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن توجيه اتهامات جنائية ضد مؤسس مجموعة Prince Group الكمبودية Chen Zhi،وطلبت مصادرة 127,271 وحدة BTC يسيطر عليها، بقيمة سوقية تقارب 15 مليار دولار،لتصبح بذلك أكبر قضية مصادرة قضائية للبيتكوين في العالم.

“أكبر عملية مصادرة أصول افتراضية في التاريخ.” استخدمت وزارة العدل في إعلانها تعبيرات تحذيرية للغاية. كما أكدت رسمياً أن هذه الكمية من BTC لم تكن محفوظة في منصات التداول، بل كانت تحت حيازة Chen Zhi شخصياً من خلال محافظ خاصة غير موكلة. ويبدو أن هذا قد هز العقيدة الأساسية لمجتمع العملات المشفرة: "من يملك المفتاح الخاص، يملك الأصول ولا يمكن انتزاعها".

في الواقع،حتى دون كسر الخوارزميات التشفيرية، لا تزال الحكومة الأمريكية قادرة على تنفيذ "النقل القضائي" للأصول من خلال الإجراءات القانونية. من خلال تتبع السلسلة والتعاون الدولي، تمكنت الجهات التنفيذية من تحديد مواقع البيتكوين الموزعة على عدة عناوين، لكنها جميعاً تحت سيطرة Chen Zhi. ثم أصدرت المحكمة أمراً بالحجز، ونقلت هذه الأصول بشكل قانوني إلى عنوان تسيطر عليه الحكومة الأمريكية، لتدخل في إجراءات الحجز القضائي في انتظار الحكم النهائي بالمصادرة المدنية.

في الوقت نفسه، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية "Prince Group" كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، وفرض عقوبات على 146 فرداً وكياناً ذا صلة؛ كما صنفت شبكة مكافحة الجرائم المالية الأمريكية Huione Group كـ"هدف رئيسي لغسل الأموال" بموجب قانون باتريوت، ومنعت وصولها إلى نظام المقاصة بالدولار الأمريكي. كما فرضت المملكة المتحدة تجميداً للأصول وحظراً على السفر على Chen Zhi وأفراد عائلته.

في سياق سوق العملات المشفرة، تحمل هذه اللحظة دلالة رمزية كبيرة. فهي ليست مجرد إجراء ضد مجموعة إجرامية، بل هي أيضاً عرض علني لسيطرة الدولة المباشرة على الأصول على السلسلة. 127,271 وحدة BTC—هذا الرقم الكفيل بتغيير المزاج السوقي ومسار التنظيم، قد كُتب في تاريخ تنظيم البيتكوين، ليصبح علامة فارقة.

من تاجر في فوجيان إلى إمبراطور الاحتيال: تخطيط رأس مال Chen Zhi وجرائمه الصناعية

كشفت لائحة الاتهام الصادرة عن وزارة العدل الأمريكية عن وجه آخر لـ Chen Zhi ومجموعة Prince Group التابعة له.

في تقارير وسائل الإعلام في جنوب شرق آسيا، كان Chen Zhi يُعتبر "نجمًا صاعدًا في كمبوديا"، وكانت مجموعة Prince Group التي يديرها تُروَّج كمجموعة متعددة الجنسيات تعمل في مجالات العقارات والمالية وغيرها. ومع ذلك، اتهمته وزارة العدل الأمريكية بوجود "منطق تشغيل مزدوج" خلف الكواليس: ظاهرياً إمبراطورية تجارية قانونية، وداخلياً نظام للتحكم المالي والتصفية يخدم عائدات الاحتيال.

Chen Zhi من أصل فوجيان، وبرز في كمبوديا في وقت مبكر من خلال صناعة القمار والعقارات. بعد حصوله على الجنسية الكمبودية في عام 2014، حصل بسرعة على العديد من تصاريح التطوير والتراخيص المالية من خلال علاقاته السياسية والتجارية. بعد ذلك، لم يقتصر نشاطه على الأعمال المحلية، بل أنشأ أيضاً شركات في جزر فيرجن البريطانية وهياكل قابضة في سنغافورة، ليبني شبكة معقدة من توزيع الأصول عبر الحدود، ويُعتقد أنه يحمل هوية بريطانية، مما خلق حواجز بين الولايات القضائية المختلفة. في أبريل 2024، أصدر ملك كمبوديا مرسوماً ملكياً عيّن فيه Chen Zhi مستشاراً لرئيس مجلس الشيوخ Hun Sen، مما يدل على جذوره السياسية والتجارية العميقة في البلاد.

في 19 أبريل 2024، أصدر ملك كمبوديا نورودوم سيهاموني مرسوماً ملكياً عيّن فيه دوق Chen Zhi، رئيس مجلس إدارة Prince Group، مستشاراً للأمير Hun Sen، رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي

وفقاً للاتهامات، أنشأ Chen Zhi نظام احتيال عبر الاتصالات في كمبوديا يُدار بشكل "صناعي". تكررت في وثائق وزارة العدل مفاهيم "المجمعات" و"مزارع الهواتف"، حيث أن نموذج التشغيلمنظم للغاية:

• القاعدة الفعلية:ما يسمى بـ"المجمعات" تُسجل تحت غطاء خدمات التعهيد، لكنها في الواقع تُدار بشكل مغلق.
  
• التحكم في القوى العاملة:يتم جذب العمالة الأجنبية بعروض رواتب مرتفعة، وغالباً ما يتم تقييد حريتهم الشخصية بعد دخولهم البلاد.
  
• العمليات الموحدة:يدير كل مشغل مئات "خطوط العلاقات"، ويستخدم نصوصاً موحدة للإغراء الاجتماعي وتوجيه الاستثمار، في عملية تشبه إدارة علاقات العملاء.
  
• التمويه التقني:تستخدم "مزارع الهواتف" عدداً كبيراً من شرائح SIM ووكلاء IP لإنشاء هويات افتراضية ومواقع جغرافية لإخفاء المصدر الحقيقي.

لم تكن هذه عصابة احتيال تقليدية، بل "مصنع احتيال على السلسلة" ذو تقسيم عمل واضح. جميع أموال الاحتيال تصب في النهاية في الطبقة المالية الوسيطة لمجموعة Prince Group. ووفقاً للتقارير، استُخدمت عائدات Chen Zhi الإجرامية في إنفاق فاحش، بما في ذلك شراء ساعات فاخرة ويخوت وطائرات خاصة، وحتى لوحات بيكاسو بيعت في نيويورك.

هيكل الأعمال ذو المستويين لمجموعة Prince Group

تتبع الأموال: من اختراق القراصنة إلى تبييض الاحتيال

مصدر 127,271 وحدة BTC في هذه القضية معقد بشكل خاص. ووفقاً لتقارير من Elliptic و Arkham Intelligence وغيرها من مؤسسات تحليل السلسلة، تتطابق هذه الكمية من البيتكوين بشكل كبير مع حادثة سرقة كبرى تعرضت لها شركة تعدين تُدعى "LuBian" في عام 2020.

تشير السجلات إلى أنه في ديسمبر 2020، حدثت تحويلات غير طبيعية في المحفظة الرئيسية لـ LuBian، حيث سُرقت حوالي 127,426 وحدة BTC. حتى أن السلسلة سجلت معاملة صغيرة أرسلها LuBian إلى عنوان القراصنة مع رسالة: "Please return our funds, we'll pay a reward". ظلت هذه الأموال الضخمة خاملة لفترة طويلة حتى منتصف 2024، حين بدأت في التحرك، وتداخلت مساراتها مع مجموعة المحافظ التي تسيطر عليها Prince Group.(آخر المستجدات: في 15 أكتوبر،نقلت محافظ LuBian ذات الصلة، بعد ثلاث سنوات من السكون، جميع وحدات BTC البالغة 9,757 بقيمة 1.1 مليار دولار(https://www.odaily.news/zh-CN/newsflash/452472))

هذا يعني أن التحقيق كشف عن مسار أكثر تعقيداً من مجرد "احتيال-تبييض أموال":"اختراق القراصنة لمنجم → كمون طويل الأمد → إدخال الأموال في تجمع منظمة إجرامية → محاولة تبييضها عبر التعدين والتداول خارج المنصات". هذا الاكتشاف رفع القضية إلى مستوى جديد من التعقيد: فهي تتعلق بهجمات القراصنة وثغرات أمان التعدين، كما تكشف كيف تستوعب شبكات التبادل الرمادية الأموال الضخمة ذات المصادر المشبوهة وتخفيها.

كيف تم حجز البيتكوين؟

بالنسبة لصناعة العملات المشفرة، فإن التأثير العميق لهذه القضية لا يكمن فقط في الإطاحة برأس احتيال، بل في أن الجهات القضائية والاستخباراتية عرضت بشكل كامل عملية التعامل مع الأصول على السلسلة:تحديد الموقع على السلسلة → الحصار المالي → الاستحواذ القضائي. إنها حلقة عملية متكاملة تربط بين "قدرة التتبع على السلسلة" و"السلطة القضائية التقليدية".

الخطوة الأولى: التتبع على السلسلة—تحديد "حاويات الأموال"

غالباً ما يُساء فهم خصوصية البيتكوين. في الواقع، البلوكشين هو دفتر حسابات عام، وكل معاملة تترك أثراً. حاولت مجموعة Chen Zhi غسل الأموال عبر نموذج "الرش-القمع" الكلاسيكي: توزيع أموال المحفظة الرئيسية على عدد هائل من العناوين الوسيطة كما يرش المرش الماء، ثم بعد توقف قصير، تُجمع مرة أخرى في عدد قليل من العناوين الأساسية كما تتجمع الجداول في نهر كبير.

يبدو هذا الإجراء معقداً، لكن من منظور تحليل السلسلة، فإن سلوك "التوزيع-التجميع" المتكرر يخلق نمطاً فريداً. استخدمت مؤسسات التحقيق (مثل TRM Labs وChainalysis) خوارزميات التجميع لرسم "خريطة تدفق الأموال" بدقة، وأكدت في النهاية: أن هذه العناوين الموزعة تعود جميعها لكيان واحد—Prince Group.

الخطوة الثانية: العقوبات المالية—قطع "قنوات التسييل"

بعد تحديد الأصول على السلسلة، أطلقت السلطات الأمريكية عقوبات مالية مزدوجة:

• عقوبات وزارة الخزانة (OFAC):إدراج Chen Zhi والكيانات ذات الصلة في القائمة السوداء، ومنع أي مؤسسة خاضعة للولاية الأمريكية من التعامل معهم.
  
• المادة 311 من شبكة مكافحة الجرائم المالية (FinCEN):إدراج الكيانات الرئيسية كـ"هدف رئيسي لغسل الأموال"، وقطع طريقها تماماً إلى نظام المقاصة بالدولار الأمريكي.

حتى هذه اللحظة، لا تزال هذه البيتكوينات تحت سيطرة المفاتيح الخاصة على السلسلة، لكن أهم خاصية لها—"إمكانية تحويلها إلى الدولار"—قد جُمِّدت.

الخطوة الثالثة: الاستحواذ القضائي—إتمام "نقل الملكية"

المصادرة النهائية لم تعتمد على كسر المفاتيح الخاصة بالقوة، بل تمت من خلال الإجراءات القانونية للاستحواذ المباشر على "حق التوقيع". حصلت الجهات التنفيذية، بناءً على أمر تفتيش، على العبارات الأولية أو محافظ الأجهزة أو صلاحيات التداول، ثم نفذت معاملة تحويل قانونية كمالك أصلي للأصول، ونقلت البيتكوين إلى عنوان تحت سيطرة الحكومة.

عندما تؤكد شبكة البلوكشين هذه المعاملة، يتحقق "توحيد الملكية القانونية" و"السيطرة على السلسلة". انتقلت ملكية 127,271 وحدة BTC، من الناحيتين التقنية والقانونية، رسمياً من Chen Zhi إلى الحكومة الأمريكية. توضح هذه الإجراءات بوضوح: أمام سلطة الدولة، "الأصول على السلسلة غير قابلة للمصادرة" ليست حقيقة مطلقة.

إلى أين ستذهب البيتكوين بعد المصادرة؟

عندما انتقلت 127,271 وحدة BTC من محفظة إمبراطورية الاحتيال إلى "محفظة تسيطر عليها الحكومة الأمريكية"، برز سؤال أكثر أهمية: ما هو المصير النهائي لهذه الأصول الضخمة، وكيف ستحدد الحكومة الأمريكية وضع البيتكوين—هل هي "غنيمة يجب تصفيتها"، أم "أصل استراتيجي" يمكن الاحتفاظ به؟

تاريخياً، تعاملت الحكومة الأمريكية مع الأصول الرقمية المصادرة بعدة طرق. في قضية Silk Road، تم بيع البيتكوين بالمزاد العلني بعد اكتمال الإجراءات القضائية لمستثمرين مؤسسيين مثل Tim Draper. أما BTC في قضية فدية Colonial Pipeline فاحتفظت بها وزارة العدل مؤقتاً في حساب حكومي لاستخدامها كدليل في القضية وسجلات وزارة الخزانة. أما FTX، فلا تزال الأصول في مرحلة الحجز القضائي، ولم تؤكد السلطات رسمياً إدراج الأصول المصادرة في الاحتياطي الحكومي، حيث يُفترض أن تُستخدم معظم الأصول في إجراءات تصفية الديون لتعويض المستخدمين، وليس لإضافتها مباشرة إلى الخزانة الوطنية.

على عكس الطريقة التقليدية لبيع البيتكوين المصادرة بالمزاد العلني (كما في قضية Silk Road)، تواجه هذه القضية متغيراً رئيسياً:في مارس 2025، وقعت البيت الأبيض أمراً تنفيذياً بإنشاء آلية "احتياطي البيتكوين الاستراتيجي". هذا يعني أن BTC في قضية Chen Zhi قد لا تُباع بالمزاد ببساطة، بل قد تُضاف مباشرة إلى الأصول الاحتياطية للدولة.

وبذلك، تبني الولايات المتحدة "حلقة تنظيمية غير مسبوقة للأصول على السلسلة": تحديد الهدف عبر تتبع السلسلة—استخدام العقوبات لقطع الطريق إلى العملات الورقية—إتمام نقل الملكية القانونية عبر الإجراءات القضائية—وأخيراً نقل الأصول إلى سيطرة الحكومة. جوهر هذه العملية ليس تقييد التداول في السوق، بلإعادة تعريف الملكية القانونية لـ"حق التحكم في المفاتيح".

بمجرد أن تؤكد الإجراءات القضائية أن الأصول من عائدات الجريمة، تتحول من "عملة مشفرة تحت السيطرة الشخصية" إلى "شهادة أصول رقمية تحت الولاية الوطنية".

مع انتقال 127,271 وحدة BTC،أصبحت الولايات المتحدة بالفعل الكيان السيادي الأكبر حيازة للبيتكوين في العالم. لم تكن هذه مجرد عملية مصادرة غير مسبوقة، بل تشير أيضاً إلى بداية عصر السيطرة النظامية للدولة على الأصول على السلسلة.

رابط المقال الأصلي