تراجع البيتكوين وسط موجة بيع قوية يقابلها ارتفاع في الشراء الفوري

شهدت عملة البيتكوين يوم الخميس تراجعًا حادًا، جاء مدفوعًا بشكل رئيسي بعمليات البيع على المكشوف، التي ساهمت في تفاقم الخسائر في السوق. فخلال التسعين دقيقة التي سبقت الانخفاض، تراجع سعر البيتكوين بنسبة 1.5% من مستوى 115,000 دولار أميركي، في وقت ارتفع فيه إجمالي عدد العقود المفتوحة التي تمثل العقود المشتقة غير المُسددة، بنسبة 2.3%، مضيفًا أكثر من 591 مليون دولار أميركي إلى قيمتها الاسمية، وفقًا لبيانات Velo.

وفي الوقت نفسه، انخفض حجم التداول التراكمي للعقود الآجلة الدائمة في منصات التداول الخارجية مثل Binance وBybit، بينما ظل مؤشر CVD الفوري ثابتًا، ما يشير إلى أن بائعي العقود الآجلة الدائمة على المكشوف هم من دفعوا السعر نحو الانخفاض.
وخلال الساعتين التاليتين، اشتدت وتيرة البيع على المكشوف، ليتراجع سعر البيتكوين بنسبة إضافية بلغت 3.5% ويصل إلى 107,500 دولار أميركي، مع انضمام بائعي العقود الفورية إلى موجة الضغط. وارتفع إجمالي العقود المفتوحة بنسبة 4%، مضيفًا نحو 1.03 مليار دولار أميركي جديدة إلى حجم التداول.

وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الأبحاث في كريبتو كوانت، “خوليو مورينو”، لموقع ديكريبت: “يُهيمن المتداولون على المكشوف على أسواق العقود الآجلة الدائمة حاليًا، بينما لا يزال الطلب الفوري على الأصول الرقمية في حالة انكماش استنادًا إلى البيانات على الشبكة”.

وسط هذه الاضطرابات، برز تباين لافت، إذ أظهر مؤشر CVD الفوري على منصة Coinbase الأميركية أداءً إيجابيًا نسبيًا، ما يشير إلى استمرار نشاط الشراء عند الانخفاض من قِبل المستثمرين الفوريين. كما كشف مؤشر دلتا العرض والطلب الفوري عن زيادة في نشاط العرض، مؤكّدًا أن المستثمرين الفوريين امتصّوا ضغط البيع الناتج عن المراكز القصيرة ذات الرافعة المالية، وفقًا لبيانات CoinGlass.
أدى هذا التحرك العنيف في الأسعار إلى تصفية مراكز بقيمة 724 مليون دولار خلال 24 ساعة فقط، حيث تكبدت مراكز الشراء النصيب الأكبر من الخسائر بقيمة بلغت 536 مليون دولار، ما يعكس أن المستثمرين المتفائلين قد رفعوا رهاناتهم قبل الهبوط المفاجئ.

وأوضح ريان لي، كبير المحللين في بورصة بيتجيت العالمية، لموقع ديكريبت، أن الانخفاض الأخير يعود إلى “مزيج من حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب الارتفاع الحاد في عمليات تصفية المراكز ذات الرافعة المالية المفرطة”. وأضاف أن “الانتعاش الذي أعقب موجة الجمعة السوداء واجه عمليات جني أرباح مكثفة، مما زاد من ضغوط البيع”.

من جهته، رأى أنتوني لوتينيجر، الرئيس التنفيذي لشركة أراغون، أن السوق “بحاجة إلى وقت لاستعادة توازنه بعد موجة التصفية الواسعة”، مشيرًا إلى أنه “طالما استمر الغموض الاقتصادي الكلي، فمن المتوقع أن تبقى التقلبات حاضرة”.
أما “مورينو”، فظلّ متشائمًا على الرغم من محاولات الشراء عند الانخفاض من قبل المستثمرين الفوريين، معتبرًا أن “احتمالات الارتفاع في المدى القريب تميل إلى التراجع”.