تستعد هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لإنشاء نظام تصنيف للممثلات الرقمية لتوضيح متى ينبغي معاملة الأصول الرقمية كأوراق مالية، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو الوضوح التنظيمي الذي طال انتظاره في قطاع العملات الرقمية.
في كلمته خلال المؤتمر السنوي للتكنولوجيا المالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، أعلن رئيس الهيئة، “بول أتكينز”، أن الهيئة ستدرس قريبًا طرح “تصنيف للممثلات الرقمية” يستند إلى مبادئ قانونية تميز بين الأوراق المالية والسلع. وقال أتكينز، وفقًا لتصريحات مُعدة مسبقًا: “في الأشهر المقبلة، أتوقع أن تدرس الهيئة وضع تصنيف للممثلات الرقمية يستند إلى منطق قانوني يميز بين الأوراق المالية والسلع. سيُدرك هذا أن هناك مبادئ مُقيّدة لقوانيننا ولوائحنا”.
وأشارت تعليقات “أتكينز” إلى تحول كبير عن نهج الإدارة السابقة، ولبّت مطلبًا رئيسيًا من قطاع العملات الرقمية، الذي طالما حثّ الجهات التنظيمية على وضع حدود قضائية واضحة للأصول الرقمية. يُعتبر هذا التحرك استجابة لمطالب الصناعة بتوضيح كيفية تعامل الجهات التنظيمية مع الممثلات الرقمية، ما يعزز الشفافية ويحدّ من المخاطر القانونية المحتملة.
إلى ذلك، يأتي هذا الإعلان في وقت يُكثّف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهوده لإعادة تشكيل المشهد التنظيمي للعملات الرقمية في البلاد، عقب وعود حملته الانتخابية بتحديث الرقابة ودعم الابتكار في هذا المجال. وقد تبنى ترامب علنًا العملات الرقمية، وتعهد بإلغاء اللوائح التي طالما اعتبرتها شركات القطاع مُقيّدة أو قديمة، بما يعكس توجهًا لدعم الابتكار التكنولوجي مع الحفاظ على استقرار الأسواق.
وكشف “أتكينز” أيضًا أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تدرس “حزمة” من الإعفاءات لإنشاء نظام طرح مُصمّم خصيصًا للأصول الرقمية التي تُعتبر أوراقًا مالية بموجب قوانين عقود الاستثمار. ومن المتوقع أن يتماشى هذا الاقتراح مع التشريعات التي يجري صياغتها حاليًا في الكونغرس لتبسيط كيفية إصدار وتداول الأصول الرقمية، مما يسهم في خلق بيئة أكثر وضوحًا للشركات والمستثمرين على حد سواء.
كما كرّر أتكينز دعوة الرئيس ترامب للمشرّعين لإقرار تشريع شامل ينظم هيكل سوق العملات الرقمية قبل نهاية عام 2025، مما يشير إلى تنسيق أوثق بين البيت الأبيض والكونغرس والهيئات التنظيمية المالية بشأن سياسة الأصول الرقمية، مع التركيز على الجمع بين الابتكار وحماية المستثمرين.
