العد التنازلي لـ"البيع المكثف": 61,000 BTC على وشك البيع، لماذا هذا الأمر أكثر رعباً من "Mt. Gox"؟

“الشموع اليابانية في الأيام الأخيرة تظهر هبوطًا مصحوبًا بحجم تداول مرتفع، وصعودًا بحجم تداول منخفض، وهذا يدل على أن هناك من يبيع بشكل نشط.”

في 18 نوفمبر، انتشرت هذه التعليق على منصة X، حيث لخص بدقة الشعور المشترك لجميع المتداولين مؤخرًا. السوق دخل في حالة "كبت" غريبة، وكل ارتداد يبدو "ضعيفًا"، وكأن هناك يدًا خفية تبيع باستمرار وبشكل ميكانيكي.

السوق يعيش في حالة من الذعر بسبب "شبح Mt. Gox"، لكن من المحتمل أنهم يوجهون أصابع الاتهام إلى "البائع الخطأ".

كشف تقرير معمق جديد، استنادًا إلى وثائق المحكمة في نوفمبر، عن مصدر ضغط بيعي هيكلي تم تجاهله من قبل السوق: الحكومة البريطانية.

في قضية "ملكة العملات الرقمية" Qian Zhimin، نجحت السلطات البريطانية في مصادرة والسيطرة على أكثر من 61,000 بيتكوين. والآن، تشير جميع الأدلة إلى أن الحكومة البريطانية تستعد بنشاط لـ"تصفية" هذه الأصول، ودافعها ليس "الاستثمار القيمي"، بل سد فجوة مالية بمليارات الجنيهات الإسترلينية.

على عكس دائني Mt. Gox من "HODLers"، هناك "حوت وطني" عقلاني يهدف للربح ويمتلك 61,000 بيتكوين، على وشك أن يصبح "مستوى مقاومة" طويل الأمد في السوق.

تأكيد النية: بريطانيا تطرح مناقصة للبيع

حول مصير هذه الـ 61,000 بيتكوين، كان لدى السوق بعض "الأحلام الرومانسية".

جمعيات الصناعة والمعلقون دعوا علنًا الحكومة البريطانية إلى الاقتداء بالسلفادور وضم هذه "الذهب الرقمي" إلى "الاحتياطي الاستراتيجي الوطني".

ومع ذلك، رفضت وزارة الخزانة البريطانية هذا الاقتراح بشكل واضح، بحجة "القلق من التقلبات".

نية الحكومة البريطانية واضحة جدًا: البيع.

لم يكتفوا بالكلام. فقد كشفت تقارير أن وزارة الداخلية البريطانية (Home Office) أصدرت من خلال وكالة الخدمات التجارية BlueLight Commercial مناقصة رسمية بقيمة تصل إلى 40 إلى 60 مليون جنيه إسترليني.

الهدف من هذه المناقصة هو إنشاء إطار لتخزين وتصفية العملات الرقمية.

لغة وثيقة المناقصة واضحة ومباشرة، حيث تبحث عن "خدمة حفظ وتداول قائمة على SaaS" لتحقيق تصفية (realisation) الأصول المصادرة.

كل التكهنات يمكن أن تنتهي الآن. التصفية هي المسار الوحيد الذي سيتم تنفيذه.

تحليل الدافع: "فجوة مالية" بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني

لماذا الحكومة البريطانية متعجلة للبيع؟

الإجابة بسيطة: هم بحاجة إلى المال.

تشير التحليلات إلى أن الحكومة البريطانية تواجه فجوة مالية ضخمة تتراوح بين 5 و20 مليار جنيه إسترليني. وزيرة الخزانة Rachel Reeves تراقب عن كثب هذه "الثروة المفاجئة".

عندما تمت مصادرة هذه الـ 61,000 بيتكوين في 2018، كانت قيمتها حوالي 300 مليون جنيه إسترليني فقط، أما الآن فقد ارتفعت قيمتها إلى حوالي 5 إلى 5.5 مليارات جنيه إسترليني.

هذه "الثروة المفاجئة" أصبحت مصدرًا مغريًا جدًا لسد عجز الميزانية.

والأكثر "براعة" أن الحكومة البريطانية يبدو أنها وجدت مسارًا قانونيًا "للاستيلاء المشروع" على هذه الأرباح الضخمة. جوهر القضية أن النيابة الملكية البريطانية (DPP) اقترحت على المحكمة العليا "خطة تعويض مخصصة".

من المرجح أن تقضي هذه الخطة بأن 128,000 ضحية صيني لهم الحق فقط في استرداد "خسائرهم الأصلية بالعملة الورقية في 2018" (حوالي 640 مليون جنيه إسترليني).

وهذا يعني أن وزارة الخزانة البريطانية ستحتفظ بشكل قانوني بأكثر من 4.5 مليارات جنيه إسترليني من "الأرباح الرأسمالية".

مع هذا الحافز المالي القوي، أصبح بيع الحكومة البريطانية لهذه البيتكوين بسعر مرتفع وبشكل منظم أمرًا محسومًا.

المقارنة الأساسية: لماذا هي أخطر من "Mt. Gox"؟

السرد السائد في السوق حاليًا هو أن "ضغط بيع Mt. Gox تم استيعابه". لكن التحليلات تحذر من أن مقارنة بيع الحكومة البريطانية (UKGov) ببيع Mt. Gox هو خطأ تمامًا.

الديناميكيات السوقية مختلفة تمامًا بين الحالتين:

1. Mt. Gox:

• الأصول: حوالي 142,000 بيتكوين.
• المستلمون: دائنون طويلو الأجل.
• الدافع: هؤلاء الدائنون هم "مؤمنون" خاضوا معركة قانونية استمرت 10 سنوات. اختاروا في النهاية التعويض بالبيتكوين (وليس الين الياباني). هم "HODLers" متفقون أيديولوجيًا (حاملو الأصول على المدى الطويل).
• تأثير السوق (توقع): منخفض. يتوقع المحللون أن "جزءًا صغيرًا فقط" من الدائنين سيبيعون فورًا. السوق يمكنه استيعاب هذا الضغط البيعي "الهامشي" بسهولة.

2. UKGov (قضية Qian Zhimin):

• الأصول: حوالي 61,000 بيتكوين.
• البائع: الحكومة البريطانية (وزارة الخزانة/الداخلية).
• الدافع: الحاجة المالية (سد عجز الميزانية).
• تأثير السوق (توقع): مرتفع (مستمر). هذا يشكل ضغط بيع "غير عضوي" بحت (inorganic sell pressure).

بيتكوين Mt. Gox انتقل من "محفظة باردة" إلى مجموعة أخرى من "المحافظ الباردة". أما بيتكوين الحكومة البريطانية، فسينتقل من "محفظة باردة" مباشرة إلى "محفظة ساخنة في البورصات"، والهدف الوحيد هو "التحويل إلى عملة ورقية".

سابقة ألمانية: "اختبار الضغط" لـ 50,000 بيتكوين

كيف ستبيع الحكومة البريطانية؟ لن يكرروا "غباء" مكتب المارشال الأمريكي (USMS) في 2014-2015 بنموذج "المزاد العلني" غير الفعال.

تشير التقارير إلى نموذج أقرب وأكثر احتمالاً: بيع الحكومة الألمانية لـ 50,000 بيتكوين في 2024.

اتبعت الحكومة الألمانية حينها طريقة أكثر حداثة، حيث باعت المبلغ على دفعات من خلال بورصات رئيسية مثل Kraken، Coinbase وصناع السوق OTC.

وكان تأثير ذلك على السوق فوريًا. وذكرت التقارير أن هذه الخطوة تسببت في "ضغط بيع هائل" و"عنيف" على المدى القصير، مما زعزع السوق بشكل كبير.

لكن في النهاية، نجح السوق في استيعاب هذا العرض.

تثبت السابقة الألمانية أمرين:

1. السوق قادر على استيعاب عرض من 50-60 ألف بيتكوين.
2. عملية الاستيعاب ستكون مؤلمة للغاية ومصحوبة بتقلبات عنيفة.

الخلاصة: ليست "انهيارًا مفاجئًا"، بل "سقف ضغط طويل الأمد"

الآن يمكننا الإجابة على السؤال الذي انتشر على منصة X: "من هو هذا اللاعب الكبير الذي يستطيع البيع لفترة طويلة؟"

الإجابة هي: وزارة الخزانة البريطانية.

بالنسبة للسوق، السؤال الجوهري — "هل سيؤدي ذلك لانهيار السوق؟" — إجابته أصبحت واضحة:

لن يكون هناك "انهيار مفاجئ" مدمر. مناقصة "إطار التصفية" التي أطلقتها الحكومة البريطانية تشير بالفعل إلى أن هذه عملية تصفية مهنية، طويلة الأمد (قد تمتد 3-4 سنوات)، تهدف إلى "تعظيم العائد بالعملة الورقية".

لكنها ستكون "مستوى مقاومة طويل الأمد".

على السوق أن يستوعب حقيقة أن حكومة غربية رئيسية (بريطانيا) على وشك أن تصبح بائعًا كبيرًا، عقلانيًا، يهدف للربح ويمتلك 61,000 بيتكوين.

هذا "الضغط البيعي غير العضوي" سيعمل كسقف يحد من صعود السوق لسنوات قادمة. وفي كل ارتداد، سيضطر المتداولون لتقدير: "كم ستبيع الحكومة البريطانية اليوم؟" — حتى يتم استيعاب جميع هذه الـ 61,000 بيتكوين في السوق.