أنهت “سيتي” و”سويفت” إختبارًا مشتركًا أثبت القدرة على تسوية المدفوعات بين العملات الورقية والرقمية في آنٍ واحد باستخدام نموذج الدفع مقابل الدفع (PvP). ويُمثّل هذا التطور خطوة مهمة نحو دمج الأصول الرقمية ضمن البنية التحتية المالية العالمية.
وفي هذا السياق، أظهرت التجربة، التي أُجريت باستخدام شبكة سويفت الحالية إلى جانب أدوات قائمة على تقنية البلوكتشين، أن الأنظمة المالية التقليدية قادرة على مزامنة التسوية بين حساب عملات ورقية ومحفظة أصول رقمية. ويؤكد ذلك إمكانية دمج التقنيات الجديدة دون الحاجة إلى إعادة بناء البنية المالية من الصفر.
كما أُجريت التجربة، التي كُشف عنها في 14 نوفمبر 2025، في سنغافورة، معتمدةً على أنظمة سويفت الحالية للمراسلة، وإضافات تشمل موصلات بلوكتشين ومنسقي بلوكتشين وعقودًا ذكية. ويعكس هذا النهج المتكامل رغبة المؤسسات في الجمع بين القدرات الحديثة والأنظمة المعمول بها اليوم.
إلى جانب ذلك، أفادت سيتي أن التجربة أظهرت كيفية تنسيق الأصول الموجودة داخل النظام المصرفي وتلك المخزّنة على البلوكتشين في سير عمل موحد ومتزامن. وذكرت المؤسسات المعنية أن هذا العمل يندرج ضمن جهود أوسع لفهم البنية التحتية المطلوبة لتسهيل المعاملات التي تشمل الأموال القائمة على الحسابات والأصول الرقمية القائمة على بلوكتشين.
علاوة على ذلك، أكدت عائشة لطيف، رئيسة منتجات العملات الأجنبية في سيتي، أن الاختبار قدّم فهمًا أعمق لتفاعل تقنيات البلوكتشين مع العمليات المالية التقليدية. كما أشار جوناثان إيرينفيلد، رئيس الاستراتيجية في سويفت، إلى أن شبكة سويفت الحالية استُخدمت لربط المشاركين بالبيئات الرقمية، مع الحفاظ على نقطة الوصول نفسها المستخدمة في العمليات المالية القائمة.
وجاء إطلاق هذه التجربة استجابةً لاحتياجات متنامية حددتها أبحاث سيتي ومناقشات سويفت مع البنوك العالمية. وتتوقع سيتي جي بي إس أن يصل سوق إصدار العملات المستقرة إلى 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا بإطار تنظيمي أوضح واعتماد متزايد لهذه العملات في التطبيقات المالية المتنوعة.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير تقرير البنك إلى أن حجم المعاملات بالعملات المستقرة يقترب بالفعل من تريليون دولار شهريًا، بينما تُعدّ غالبية هذه العمليات مجرد تدفقات مؤقتة للقيمة، إذ يقوم المستفيدون غالبًا باسترداد الرموز المقومة بالدولار بعملاتهم المحلية.
ومع ذلك، لا تزال تسوية المعاملات بين حسابات العملات الورقية ومحافظ الأصول الرقمية تُواجه صعوبات كبيرة، إذ تُحتفظ مراكز العملات الورقية لدى البنوك المراسلة حيث يمكن عكس المعاملات عند الضرورة، في حين تعتمد الأصول الرقمية على محافظ بلوكتشين لا تسمح بعكس التحويلات. وقد أدى هذا التفاوت إلى تعقيد محاولات تحقيق تسوية متزامنة بين الجانبين.
وفي هذا الإطار، تستطيع معايير مراسلة العملات الأجنبية الحالية (MT30X) التي طورتها سويفت التعرف على الأصول الرقمية والتحقق من المعاملات، لكنها لا توفر التعليمات المطلوبة لضمان التسوية المتزامنة بين العملتين الورقية والرقمية. وهنا يأتي هذا المشروع المشترك لسد هذه الفجوة من خلال إضافة طبقات جديدة من الأتمتة.
ووفقًا لسيتي وسويفت، تُظهر الاختبارات التقدم المحرز نحو تطوير حلول قابلة للدمج في أنظمة مالية أكبر، بشرط اعتمادها من الجهات التنظيمية والمشاركين في السوق. وقد أبرزت التجربة أهمية الاستفادة من البنية التحتية المتاحة دون الحاجة إلى تعديل مسارات الخدمات المصرفية العالمية بشكل جذري.
إلى ذلك، أشارت المؤسستان إلى أن الخطوة التالية ستتمثل في دراسة إمكانية توسيع نطاق الآليات المختبرة وتوحيدها ودمجها في أنظمة تسوية عالمية أكبر. ومع ذلك، يبقى هذا المشروع التجريبي خطوة أساسية في مسار طويل يهدف إلى تحقيق معاملات متزامنة بين العملات الورقية والرقمية في بيئة مالية موحّدة.
