اليابان والهند تشكلان تحالفًا بقيمة 6.8 مليار دولار لتطوير القوى العاملة في مجال التكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية

تقوم اليابان بزيادة استثماراتها بشكل كبير في الهند، حيث تهدف إلى ضخ 6.8 مليار دولار سنويًا بحلول نهاية هذا العقد للاستفادة من القوى العاملة الشابة في الهند لمواجهة تحديات شيخوخة السكان في اليابان. جاء هذا القرار عقب قمة بين رئيس الوزراء الهندي Narendra Modi ورئيس الوزراء الياباني Shigeru Ishiba في طوكيو، حيث وضع الزعيمان رؤية مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي. ويمثل ذلك تضاعفًا ثلاثيًا في الاستثمارات الخاصة اليابانية في الهند مقارنة بمتوسط حوالي 2.7 مليار دولار سنويًا المسجل في العقد الأول من القرن الحالي [1].

يأتي هذا التعاون كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز تبادل القوى العاملة والطلاب، بهدف تسهيل نصف مليون تبادل من هذا النوع خلال السنوات الخمس القادمة. لقد أدت شيخوخة وتقلص عدد السكان في اليابان إلى نقص في العمالة، وتأمل البلاد في الاستفادة من القوى العاملة الكبيرة والمتنامية في الهند. وأكد Ishiba على الطبيعة التكاملية لنقاط القوة بين البلدين، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا المتقدمة في اليابان وموهبة الهند وإمكاناتها السوقية يمكن أن تدفع إلى توسع كبير في العلاقات الاقتصادية [1].

خلال القمة، وقع الزعيمان 11 وثيقة تغطي التعاون في قطاعات متنوعة، بما في ذلك الأمن والدفاع والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والفضاء. كما تتضمن الرؤية المشتركة تركيزًا طويل الأمد على معالجة التحديات الجيوسياسية المشتركة، مثل تزايد نفوذ الصين والرسوم الجمركية الأمريكية. وقال Modi: "التكنولوجيا اليابانية والموهبة الهندية هما مزيج رابح"، مشددًا على إمكانات المشاريع المشتركة في الصناعات الحيوية مثل البطاريات والروبوتات وأشباه الموصلات وبناء السفن والطاقة النووية [1].

كما شدد Modi على أهمية اليابان كشريك استراتيجي في تنمية الهند، مشيرًا إلى أن بيئة الأعمال في الهند أصبحت أكثر شفافية وقابلية للتنبؤ بفضل الإصلاحات الأخيرة. واستشهد بنجاح شركة السيارات اليابانية Suzuki Motor Corp. في الهند كمثال على ما يمكن تحقيقه من خلال مثل هذه الشراكات. وأعرب الزعيمان عن ثقتهما في إمكانات الهند واليابان لقيادة الثورة التكنولوجية في مجالات مثل الطاقة الخضراء والتنقل من الجيل القادم [1].

تأتي القمة في وقت حاسم بالنسبة لـ Ishiba، الذي يسعى لتعزيز مكانته السياسية المحلية بعد أن فقد ائتلاف حزبه الحاكم الحزب الليبرالي الديمقراطي أغلبيته في مجلس الشيوخ بعد انتخابات يوليو. ومن خلال إظهار علاقات دولية قوية، يهدف Ishiba إلى تعزيز مكانته كقائد كفء. في الوقت نفسه، تأتي مشاركة Modi مع اليابان قبل اجتماعه المقرر مع المسؤولين الصينيين، في إشارة إلى نهج دبلوماسي أوسع بينما يسعى لتحقيق توازن في العلاقات مع القوى الإقليمية الرئيسية [1].

Source: