يسعى رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، “بول أتكينز”، إلى تعزيز ازدهار الابتكارات في مجال العملات الرقمية، في وقت تُمهّد فيه الهيئة الطريق نحو إعطاء الأولوية لهذا القطاع الحيوي المتنامي.
وخلال أسبوع التكنولوجيا المالية في واشنطن العاصمة، أكّد أتكينز يوم الأربعاء أن العملات الرقمية والرمزية تُعدّان “المهمة الأولى” بالنسبة لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، مشيرًا إلى أن الهيئة تسعى إلى بناء إطار عمل مستقبلي يُشجع الابتكار دون المساس بمبادئ الحوكمة والشفافية.
وقال “أتكينز” في كلمته: “نريد أن نضمن بناء إطار عمل قوي يجذب الأشخاص الذين ربما غادروا الولايات المتحدة، مع الحرص على وضع نظام منطقي للمستقبل، بما يُمكّن الابتكار من الازدهار”.
وأضاف مازحًا: “أود أن أقول إننا هيئة الأوراق المالية والابتكار”.
ويُظهر هذا التصريح بوضوح أن “أتكينز” يتّبع نهجًا مختلفًا عن سلفه غاري جينسلر، الذي تبنّى موقفًا أكثر حذرًا تجاه العملات الرقمية خلال فترة رئاسته للهيئة. إذ رفع جينسلر عدة دعاوى قضائية ضد شركات رقمية كبرى، معتبرًا أن معظم هذه العملات تُعد أوراقًا مالية، وهو ما عرّضه لانتقادات واسعة بسبب اعتماده نهج “التنظيم عبر الإنفاذ”.
منذ توليه المنصب في أبريل، اتخذ أتكينز عدة خطوات تهدف إلى تعزيز حضور الهيئة في سوق الأصول الرقمية. فقد صرّح يوم الأربعاء بأن تقنية دفتر الأستاذ الموزّع تمثل الجانب الأكثر إثارة في عالم الابتكار المالي، مؤكدًا على أهمية تبني التكنولوجيا الحديثة في تطوير أنظمة السوق.
وفي يونيو الماضي، كشف أتكينز أنه وجّه موظفيه لدراسة ما أسماه “إعفاء الابتكار”، وهو إطار تنظيمي من شأنه أن يسمح للشركات بطرح منتجات وخدمات جديدة بسرعة على سلاسل البيانات. كما أشار إلى أنه يعتزم تطبيق هذا الإعفاء قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تهدف إلى تسريع عملية الابتكار وتبسيط الإجراءات أمام الشركات الناشئة.
وأوضح أتكينز: “سنقدّم حلولًا متنوعة، مثل إعفاء الابتكار، بهدف إنشاء تطبيق موحّد يضم مختلف الوكالات المعنية بالعملات الرقمية. ولكن لماذا يتعيّن على الشركات التسجيل في عدة وكالات بينما نعمل جميعًا لتحقيق الهدف نفسه؟”
في المقابل، تواجه هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية حاليًا تحديات تنظيمية نتيجة حالة الجمود الحكومي، مع دخول الإغلاق الحكومي أسبوعه الثاني. فقد فشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل، مما أدى إلى منح الموظفين إجازات مؤقتة وتقييد صلاحيات الوكالات الفيدرالية بشكل كبير.
وبحسب الإرشادات الرسمية، تعمل الهيئة حاليًا وفق خطة طوارئ محدودة، حيث لا يتوافر سوى “عدد محدود للغاية من الموظفين المتاحين للاستجابة لحالات الطوارئ”، ما قد يؤثر مؤقتًا على وتيرة عملها في تنظيم سوق الأصول الرقمية ودعم الابتكار المالي.
